شارك

التسميات

تعديل

تابعونا


تابعونا


الخميس، 17 أغسطس 2023

الكفر الحلو

 الكفر الحلو... 

📝

يكتبه /  بجاش الزريقي


 لم تعد الاشكالية في تأدية الصلاة نفسها من عدمه بل في كنه الوقوف والحديث بين يدي الله  ومدى استشعارنا لعظمته.. 

اعحبني حديث احد المفكرين حين قال ان الله طالما اوقفك بين يديه  في الصلاة فحاشاه ان يرد صلاتك... واجدني اتفق مع هذه الرؤية.. لكن يبقى كم بلغت صلاتك من الدرجات  وبالتالي نحن نتحدث عن نسبة مئوية في درجات الترقي وسمو الروح  والتأثير  أيضا.. 

فكلما كان المصلي  واعيا  ومدركا لمن يقف بين يديه كلما ارتفعت نسبة سمو روحه وعلت درجته وكلما ارتفع نسبة تأثير صلاته في اخلاقه ومعاملاته.. 

اعجبني حديثا  عبارة عن قصة على لسان امرأة... تقول الام  وقفت للصلاة وكان لديها طفلان احدهما بعمر سبع سنوات والآخر يبلغ ثلاثة سنوات... وحين قيام الام بتأدية الصلاة زحف اليها طفلها الصغير ذو العمر الثلاثة وبدأ يكلمها ويتعلق بثيابها  والام منشغلة بصلاتها.. تقول الام.. فما كان من طفلها ذو العمر السبع الا ان اخذ بيد اخيه الصغير وابعده عن امه قائلا له. امي يا اخي مشغولة تكلم واحد... نعم تكلم واحد احد هو الله عزوجل... كانت كلمات هذا الطفل البسيطة عبارة عن محاضرة كاملة..  لقد اختصر لاخيه المفهوم وبسطه كي يفهمه اخوه الصغير... تقول الام. حين سمعت تلك العبارة كادت قدماي تخر الى الارض واسقط صريعة...تساءلت الام مع نفسها هل فعلا استشعر الآن انني اكلم الله وانه يكلمني... هل استشعر الآن وانا في صلاتي اني في محادثة مع الله عزوجل... هذا هو السؤال الذي ينبغي ان يوجهه كل مصلي لنفسه... ينشغل البعض بالتلاوة وتزويق الالفاظ والاصوات  لكن بخلو روحي وجفاف خانق... 

تقول رواية قواعد العشق الاربعون للكاتبة آليف شافاق... أن موسى عليه السلام سمع راعيا يصلي وكان يقول في صلاته ياربي سأذبح لك احسن خرافي واعد لك طعاما حلوا.  ثم ادفئ ماء واغسل قدميك  ..كان يقول ذلك متأثرا وخاشعا والدموع تهطل منه بغزارة... سمعه موسى فنهره وقال له ان الله ليس كالبشر.  ان ماتقوله كفر وعمله الصلاة... وحين عاد موسى خاطبه الله يا موسى دع عبدي يخاطبني بقلبه وروحه   ... ان ما تعتقده كفرا.. فهو بالنسبة لي  الكفر الحلو...!! 

وفي الرواية اليمنية  تقول ان راعي الاغنام طلب من احد مشائخ العلم ان يعلمه الصلاة فسخر منه والح الراعي.   فقال له الشيخ قل في صلاتك... تيسي الاغبر... كلبي الاعور... الله اكبر... 

صدق الراعي الشيخ وردد ذلك في صلاته وما ان سجد حتى سجدت معه الشجر.... ولما علم الشيخ بذلك عاد اليه اليوم الثاني معتذرا واراد ان يعلمه الصلاة كماهي معروفة.... لكن الراعي ابا  ان يغير ذلك.... واكتفى بتعلميه السابق... بمعنى ان الكلمات ليست هي المهم بل حقيقة التوجه وصدق المشاعر...واستشعار عظمة الخالق وقربه... 

انه الحب والروح... كان الحب هو البداية... وكان هو النهاية...الحب لله والبشر والحجر والشجر...

 

اللهم ارزقنا حبك وحب الناس  و حسن التحدث معك وحسن عبادتك.. 


جمعتكم طيبة مباركة بالصلاة على النبي الحبيب عليه الصلاة والسلام.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More