فقه الحروف المجزأة ..
يبدو لي ان الفقه الاسلامي الموروث اهتم بصناعة الفرد واهمل صناعة الامة. اهتم بتكريس مفهوم مصلحة الفرد دينيا وفشل في ربط الدين بمصلحة المجموع . لذا تجد المساجد ممتلئة والمعتمرين والحجاج والصائمين لكن في موضوع فقه الامة هناك غياب تام. فالمسلمون اقوياء افرادا. ضعفاء في المجموع . .وحتى في صناعة الفرد اهتم بالشعائر ومتعلقاتها واهمل الجوانب العملية واخصها الفقه السياسي. . وبالتالي نحن امة كالاحرف المقطعة كل حرف مستقل بنفسه وعجز فقهنا عن تشكيل الجملة المفيدة اي الامة المتماسكة .. والسبب يعود من وجهة نظري ان تشكيل الامة يحتاج لفقه سياسي. والسياسة حينها لم تسمح لفقهائنا بالتفكير او الاجتهاد في السياسة لسيطرة المستبدين على الحكم وقمع المعارضين . .من نتائج الفقه الموروث ان ترى المعتمرين يزدادون مثلا بلغوا هذا العام في رمضان نحو المليوني معتمر بينما اخوانهم في غزة يموتون جوعا. هنا يتضح الفقه الفردي المتضخم.. فأولوية الانفاق بحسب الفكر الاسلامي في نصوصه المعيارية قبل التلون بغيره من الثقافات هو لاعانة المكلومين والمنكوبين وليس لاداء السنن. لو كان هناك فقه جمعي لاختار اغلب هؤلاء تخصيص مال العمرة لاهل غزة. وهو افضل.. موروثنا الفقهي.. جوانب كثيرة تكشف خللا فقهيا وفكريا لكتب الموروث الاسلامي في السياسة والاجتماع وحتى في العقائد...لذا ما زلنا نقول اننا بحاجة لمراجعة الموروث الثقافي الاسلامي وتجديده ..
بجاش الزريقي
https://www.facebook.com/share/p/18dUjKKimp/
0 التعليقات:
إرسال تعليق