شارك

التسميات

تعديل

تابعونا


تابعونا


الجمعة، 6 يناير 2023

فلسفة الاسلام في القضايا الجنائية..

 فلسفة الاسلام في القضايا الجنائية.. 


بداية نضع التساؤلات البحثية التالية: 

من المسؤول عن امن المجتمع واخلاقه وقيمه   المؤسسات الرسمية ام المجتمع نفسه؟  

 

ايهما الغالب تحكيم الذات والمسؤولية الفردية في الاعمال والتصرفات  ام تحكيم  الدولة؟ 


ما فلسفة الاسلام فيما  استتر عن الانظار ولم يكشف بوضوح؟. 

 سنحاول في هذه التناولة السريعة الخوض في البحث عن اجوبة لتلك الاسئلة  ولن نفيه حقه بكل تأكيد   ولكن من باب اثارة قضية فكرية تصلح للبحث المعمق من قبل المهتمين والمفكرين والفلاسفة... 


بداية هناك قاعدة اسلامية عريضة  تقول ادرؤوا الحدود بالشبهات. وهناك مقولة تقول لان يحكم الحاكم فيعفوا خيرا من ان يحكم فيعاقب او ما معناها والمشهور مماروي عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام انه كان اذا جاءه متهما  بالسرقة او غيرها يقول له اسرقت قل لا... ازنيت قل. لا.. ويتضح هنا ان فلسفة الاسلام تشير بوضوح للحفاظ على كرامة وحقوق الانسان  وكذلك تشير بوضوح لمسؤولية الانسان الفردية  امام اعماله ومحاسبته امام الله عزوجل...طالما لم يشتهر ويشيع... 

تعالوا لنتابع معا كيف تعامل الاسلام مع موضوع  جناية الزنا   فالمعلوم انه اشترط لاثباتها اربعة شهود يشهدون  بالصيغة الواضحة البينة التي لاتحتمل اللبس وهي كالميل في المكحلة... تصوروا معي  هذا التشديد في الموضوع  لدرجة انه لم تثبت شهادة في موضوع الزنا بهذه الصيغة  جناية واحدة منذ فجر الاسلام وحتى اليوم... ماذا يعني هذا وما الفلسفة هنا... الجواب ان الفلسفة الاسلامية تتجه اساسا للحفاظ  على اعراض الناس ووكلت ضمائرهم في الشبه لذواتهم... لست عليهم بوكيل.. 

يتضح في فلسفة الاسلام الاتجاه نحو الحفاظ على سمعة الانسان وعرضه والاتجاه نحو الستر... من ستر مسلما ستره الله..

اعلم ان البعض سيقول. ان مثل هكذا فلسفة تشجع الفاسدين والمنحرفين على الانحراف.... والجواب واضح هنا ان التربية هي المسؤولة عن هذا المدى وليس الضبط والعقوبات.. 

نحن بحاجة لاعادة النظر في فلسفة الجنايات والعقوبات والاهتداء بهدي الاسلام... 

ان الامر الوحيد الذي يحافظ على امن المجتمعات وسلامتهم هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل المجتمع نفسه وليس العقوبة من قبل المؤسسات الرسمية  التي قد يتحكم بها افراد قلة...وقد تتعجل ويغلف على تصرفاتها الظن فتحدث شقاقا وشروخا اجتماعية خطيرة.. 

ان المجتمع الكثير هو المسؤول عن ضبط افراده عن طريق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس المؤسسات قليلة العدد والعدة.. والتي قديتحكم بها فرد واحد... 


ولدينا قاعدة مشهورة. تقول ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته.. 

وان بعض الظن اثم... وان يتبعون الا الظن.. وان الظن لايغني من الحق شيئا... 

الخلاصة في هذه الفلسفة يمكن ايجازها في قاعدتين اساسيتين 

القاعدة الاولى:  ان ايكال  الامن العام والامن الاجتماعي والخلقي متروك للمجتمع نفسه... فان لم يتناهوا عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون...وان المجتمع السلبي لا ينفع معه العقوبات من قبل مؤسساته  وان العقوبات لن  تحدث تغيير في اوساطه مالم يبادر المجتمع  من ذاته لاصلاح ذاته... الوعي الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية... والتثقيف... والتربية... 


والقاعدة الثانية: ان ايكال  الناس لضمائرهم الذاتية في كل ما اسستر عنا  تكاد تكون هي القاعدة الغالبة. ولو فتشنا في الحوادث الجنائية او الخلقية التي تم ضبطها  في عهد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام لوجدناها لا تتعدى اعداد بصيطة جدا..اغلبها كانت بمبادرة ذاتية من الجناة انفسهم...طهرني يارسول الله..كما هو مشهور عن المرأة الغامدية وماعز...صحيح ان الامر يعود لصحة المجتمع النبوي. لكن من جانب آخر  نتيجة اعتماد تلك الفلسفة... والا فلقد رمي عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبهة الزنا... مثلا.. اي ان الواهمون  واصحاب الظن من جهة  والمغرضون من جهة ثانية موجودون في كل زمان ومكان حتى في ذلك العهد الطاهر...ولكن الفلسفة الاسلامية كانت لهم بالمرصاد وماتزال تلك الفلسفة قائمة او ينبغي ان تظل قائمة في مجتمعنا الاسلامي... والله اعلم.. 

الباحث /  بجاش الزريقي

الجمعة موافق 6/ 1/ 2023م.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More