شارك

التسميات

تعديل

تابعونا


تابعونا


الخميس، 23 نوفمبر 2023

سنة الاختلاف

 سنة الاختلاف.. 

ليكن هدفنا في هذا الملتقى وبقية الملتقيات  اعلاء شأن الحرية  ... واولها الحرية الفكرية وحرية الرأي  والنقد... 

واحترام سنة الاختلاف... 


نريد استبدال ثقافة الرأي الواحد التي تجر لثقافة  الخنوع وثقافة النفاق والتزلف  بثقافة جديدة  ... ثقافة صريحة شجاعة  لا سلطان عليها الا سلطان الضمير والقيم الانسانية.. 

نريد ثقافة سلطانها الضمير فحسب... 

نريد خلق ثقافة جديدة توجه النقد للقريب والمتفق   بنفس القدر الذي توجهه للمختلف... انطلاقا من كوننا جميعا بشر نخطئ ونصيب... واننا جميعا بحاجة للمناصحة والنقد.. بهدف التطوير لا التخذيل ولا الشماتة.. 

اذا اردنا بناء مجتمع محترم ودولة محترمة فعلينا تغيير ثقافتنا التي اوصلتنا الى هذا الانحدار المخيف.. واولها ثقافة الطاعة المطلقة للحاكم والحزب والجماعة  والشيخ سواء شيخ العلم او شيخ مجتمعي ..ثقافة التهلكة تلك التي تعتمد  التزلف وتقديم المصالح الشخصية على المصلحة الوطنية.. 


ثقافة السمع والطاعة في المنشط والمكره دون نقاش وحوار واتفاق  لم تكن مقصد نبينا الكريم ولم يفهما الصحابة كما يفهما البعض اليوم... لذا نجد اختلاف الصحابة مع الرسول ومناقشتهم له وعتابهم له..لحد الجدال معه... وكل ذلك تقبله الرسول بكل رضى... ولم يطرد صحابي واحد من مجلسه ناهيك عن ان يحرجه من الدين ويلفظه...

 

بل اكثر من ذلك  فلقد تحاور الخالق عز وجل مع ابليس نفسه  واعطاه حق الحياة  ولم يهلكه  بعد عصيانه له برفض السجود... 

هذه الثقافة الحرة هي من اراد الاسلام تشكيلها في المجتمع الاسلامي..  لكن البعض قفز عليها وتجاوزها بمفهومه القاصر او عبر نصوص ليست صحيحة لتشكل ثقافة اسلامية خانعة ضعيفة مطيعة ذليلة... هي سبب الكارثة التي نحياها اليوم... 


ما اود قوله ان المجتمع الخاضع والمطيع لكل شيء والصامت يعد مجتمعا ميتا  لا خير فيه ولا امل... ان تنويم العقل جريمة كبرى في حياة الاسر والمجتمعات والشعوب وهو سبب نكباتنا المتلاحقة.. 

طالما كوننا بشر سواء كنا حكاما او علماء او ارباب اسر او طلابا ومدرسين  او خلافه  فخلافنا في الرأي امر طبيعي بل صحي... وهو جزءا من تكويننا الانساني...والخلاف في الرأي حتما سيقودنا للتعدد السياسي والفقهي والفكري  .. ومن هنا نشأت فكرة الحزبية والتعدد الحزبي.  وبالتالي ففكرة التعدد الحزبي امر طبيعي ولازمة حياتية للبشر جميعا..فالاحزاب في نهاية المطاف ماهي الا آراء تجمعت لتشكل حزب...واخرى تجمعت لتشكل حزب آخر وهكذا..

 كغيرها من التكوينات المتعددة الآراء.. كالمدارس الفقهية... وسيستمر الجدل بين البشر حتى قيام الساعة... لكن لا يعني الاختلاف في الرأي ووجهات النظر استحلال الدم والعرض والفتك... سواء الاستحلال المادي الفعلي او حتى اللفظي.. 


لنتحاور اذن ولنختلف بكل حب واحترام وقد يحتد الحوار والنقاش  ليتحول لجدل. فلا بأس...ونحن نقوم بهذا لا يستدعي توجيه الاساءات لبعضنا ولا التكفير ولا التفسيق ولا النفاذ للنيات واختراق الصدور... وحينما تتحاور العقول بانفتاح وبدون تعصب حتما ستصل لتوافقات عقلية وفكرية منطقية ومحل توافق بين الجميع في بعض الامور  وستبقى امور اخرى  محل خلاف.   لا مشكلة في ذلك.. 


التطابق الكامل محال تماما بين البشر... لم يتطابق  الناس في عصر من العصور  مطلقا بمافيهم عصر الصحابة وعصر النبي.   فعلام نبحث عن المستحيل.. 

وعلام نغضب على فطرة جبلنا عليها وسنة وسم بها البشر وهي سنة الاختلاف.. 

بجاش الزريقي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More