 |
| الصورة للدكتور سلطان الزريقي وبجاش الزريقي |
الدكتور/ سلطان علي الزريقي. Notre dame chohra السيدة شهـــــــره مشعل اضاءة للمرأة اليمنية. -مقدمة عن اشكالية الموضوع واهميته ا- الاشكالية: قبل الدخول الى صلب الموضوع تجدر الاشارة الى ان هذا الموضوع يعتبر بدلا عن بحث كان جاهزا للنشر قبل حوالي شهرين من الان وفجأة وبكل اسف طال جهاز تلفوني تصفيرآ فمحا كل ما يحتويه من مواضيع مختلفة لقدكان تصفيرآ بكل ماتعنيه هذه المقولة المنحوتة عنوة من قبل احد المسؤلين في عهد الرئيس صالح وتعني هذه المقولة لفظا ومصطلحا: تصفير محتوى شيئ ما يتلوه تدميره(1) وهذا ماوصلنا اليه في وضعيتنا هذه الاجتماعية المشخصة بكل ابعادها الاقتصادية والجيو سياسية.... والتي اصبحت خاضعة لادارة الاستعمار الجديد المتمثل بالتحالف الذي دمر اليمن ارضا وانسان بقيادة السعودية وا مارات محمد بن زايد الخليجية. وما اكثر المقولات المدسوسة و المنحوسة معا وكذا المعاني المؤلمة على كل من يعاني من نتائجها الفعلية. وماحدث لي من واحدة منها افقدتني كل ماحاولت جمعه وتسطيره عن السيدة شهرة منذ عشرات السنين من عمري. حيث نزلت هذه المصيبة على حياتي كصا عقة هوجاء لم استطع لها دفعا. ورغم محاولتي الاستسلام لما ليس منه بد. لكن ا مل العودة ظل يراودني الى ان وجدت نفسي خاضعا لآمنيات. ربما رغم معاناة◇ حزني الذي اخذ يزدهر كل يوم حتى اصبحت اشبه بمن اصتدم بعكس حظه السعيد. فظن انه قد لايبدل. او كآني مثل من فرح بقدوم مولود له فصانه صغيرا وتعب في تربيته كثيرا الى ان اجتاز فترة طفولته وفي لحظة ياتيه هادم اللذات بدون موعد ليختطفه في ليلة تكوير لليته) اي فرحة عرسه( 2) قديقا ل في مثل هذه الحاله: عليه العوض وقد يعوض بقدرةالقادر بمولود جديد باقل مجهود. لكن مولودي المفقود قديختلف من حيث التكلفة العملية با عتباره من صنع الافكار وينتمي للمدرسة البنيوية وهذا يتطلب عملا شاقا من اجل استعادت نصوصه غير منقوصة. والى ان تعود ليالي السعود ساظل حزينا اسفا كاسفا الى ان اتمكن من استعادة ما امكن من بنيته كبحث مفقود. وبشيئ من الدقة لم اشآ ان ارحل وقد تجاوزت الثما نين من العمر دون محاولة تحقيق هذا ا لهدف الانساني المقصود با شهار فضائل امرآ ة يمنبةحاذقةخارقة وجدت في الوجود اليمني وحلت في منطقتي في الزريقة. وها انا احاول جا هدا اعادة كتا بة مفقودي عنها من جديد انطلااقا: اولا: من شعاري ( الآفصاح قبل الرواح) (3) - ثانيا عملا بنصائح كل من: استاذي د /. حسن حنفي/وكذاالكندي لابنه./ وجمال الدين الافغاني للانسان(4) تالتا: استجابةلمجموعة من اعزالزملاء وآلآصدقاء. هذا دون ان الزم نفسي بآي خطاء خارج مقاصد ي. الواردة به ذا الموضوع تاركا لمن سياتي بعدي ليصحح اويكتب عنه مشكورا. علما بآن التراجم عن السير لم تعد محصورة بآي شروط بل اصبح من حق كل من يعرف عن السيره ويستطيع ان يكتب عنها. وسو ف اعتمد في كتابتي هذه على ماسيتيسر لي من خلال العودة الى ذا كرتي ان لم تخدعني وعلىبقايا اجزاء من ملفات نخرتها ارضة السوس عبر زمان الحروب الملعونة في اليمن (5)كما سوف اعتمد على بعض قصاصات ورقية منتثرة في رفوف وادراج مكتبتي في القرية جبل منيف(6) كان هذاجزءامن اشكالية هذا الموضوع المبدل من البحث المفقود المبدل منه وا لذي كنت علىمعرفة اولية مرجحة عن تشعبه و ا شواك دربه. اضافةالىشحة مصادره ومراجعه و بمحضورات ابتدعت من صنا ع التجهيل كما ان من اهم مراجعي عدد من المقابلات والحكايات واشعار من الموروث الشعبي ذو صلة مباشرة بهذا المو ضوع. وقد نتبين بعض من اشكالياته من خلا ل متابعتنا العنوان التالي: 2--اهمية الموضوع: 1-التعريف والآهمية لم يتم اختياري لهذا الموضوع الا بعد يقين تام عن اهميته التي تكمن من حيث المبدأ في التعرف و التعريف بشخصية اول امرأة يمنية اسمها شهرة. ولا ابالغ ان قلت: ان من دالالا تها ولاشك انها تعتبر رائدة حركة المرآة في اليمن. فهي اول من اثبتت قدرة ا لمرأة اليمنية وثبتت لها بعض من مبادئ حقوقها منذ بداية القرن 19 م○ في الوقت الذي كانت تعتبر ضعيفة مقارنة بالرجل ومن الآدلة والبراهين ايضا ان هذه السيدة كما سنرى مما سياتي معنا قد استطاعت ان تحكم مشيخة يمنية لا كثر من20 عاما. على ان من اهداف هذاالموضوع واهميته كدلك تناول لمحات تاريخية عن سيرتها وشخصيتها وطبيعة اعمالها الا بداعية التي تميز بها حكمها عن حكام غيرها من السلطنات والادارات والمشيخات التي شهدتها اليمن في فترةحكم الاتراك قبل خروجهم من اليمن. ومابعدذلك خصيصا في عصر السيدة المذكورة وسنتبين ذلك من خلال الاضافات الادارية التي اضافتها في الحكم والتي تكاد تشكل قسمة بالغة الاهمية في قسمات حكم المشيخات القديمة والمعاصرة التي اشتهرت بها في عصرها علىمستوى اليمن. لكنني اليوم وللآسف اكاد اجزم ان كثيرا من ابناء جيلنا المعاصر لايعرفون شيئا عنها الا من خلال ذكر مدفعها الذي ظل يستعمل في رمضان حتى عام 1965م. باسم مدفع شهره في مدينة التربة الحجرية تعز. ولا شك ان ذلك يعود الى اهمال سلطات الامامة المتخلفة في موقفها من المرأة وابناء المنطقة بشكل عام منذ سيطرتها على انتفاظة ابناء المقاطرة من القلعة وابناء الزريقة من جبل منيف عام 1922م ورغم ذلك التعتيم الاعلامي الا مامي لم ينقطع الحديث عن عظمة هذه السيدة شهرة فقدظل ذو شجون هواجس النفس ولوامعها (8) على مستو ى بعضي المهتمين بتا ريخهم اليمني اكثرهم وانشطهم من فئة المتنورين العارفين من الجنسين وكثيرا ما يزال يتكرر اسمها حتى عصرنا في اوساط الجنس اللطيف(9) ---------------- ب- اهميةالمقابلات اذكر وانا في الخامسة من العمركنت كأي طفل يمني مسلم اتلقن من اسرتي معارف بدايتها معرفة الله ثم الملائكة والانبياء والطواسين والشياطين والتعويذ والتحويط باولياء الله وكان اسم شهرة حاظرا في كل لحظة و كل حين ينتشرعموما في اوساط النساء كما سبق القول كالهشيم ولايزال يضرب بها المثل يكابرن باسمها مقارنة : من ا نتي? (منتيش شهرة). من هنا بدأت اهتم بمتابعة تاريخ هذه السيدة خطوة خطوة في سلم التراكم المعرفي معتمدا على كل مايقال عنها من خلال مقابلات شخصيات معتبرة. انتزع منهم ما يتيسر من شهادات واعترافات عن اهمية و مكانة هذه السيدة الا جتماعية. النادرة على مستوى المنطقة واليمن والجزيرة والخليج والكثير من البلدان العر بية والاسلامية ان صح التعبير. وبكل اختصار فقدكان من حظي مقابلة الشيخ محمد بن سالم البيحاني بعد سماعي عن اهتما مه الدؤوب بمتابعة امرهذه السيدةمثله مثل الشهيد الشاعر زيد الموشكي الذي اهتم بجمع امثال و اشعار غزال المقدشية. كان ذلك اللقاء في منتدى الشيخ البار في باب عدن و كان اول سؤال يوجهه لي الشيح.:انت جدتك شهرة ?قلت له نعم جدت الجميع ياشيخنا فضحك ضحكة براءة الظرير وقال لي : احسنت الاجابة بقولك: جدتك و هذا هوالصح لان من اثرها ثشكيل رابطة قوية بين الصبيحة والزريقة وشملت ايضا ابناء اليمن جنوبه و شماله. (10) كانت محاظرة الشيخ الضرير بعنوان :(الحج) وبعد ان شرح الاية((واذن في الحج يأتوك رجالا)). انها تعني الجنسين. استطرد في الحديث عن السيدة شهرة لاكثر من نصف ساعة اخذ يمجدها ويقدر اعمالها الصالحة دنيا ودين حسب. وصفه مما جعل الحاضرون يستغربون من موقفه الايجابي نحو هذه السيدة رغم كل مواقفه العكسية من المرآة عموما(11) اذ هوصاحب كتاب استاذ المرأة وكذا كتابه رباعية البيحانـي وغيرهما. وردا على سؤال قال الشيخ: ان السيدة شهرة تستحق الكتابة حتى تشتهر اكثرنظرا لآ همية رسالتها المفضولة. وكنت الاحظ تسجيلا لكلامه ولم التق به بعد فقد سافر الى تعز وتوفه الله وقبرفيها رحمةالله تغشاه. وسافرت انا الى صنعاء وفي عام 70م. كنت في منحة دراسية قصيرة الى فرنسا والتقيت في باريس بنجل الشيخ البار وكان املنا ان نلتقي في عدن ولم يكتب لنا لقاء حتى اليوم(12) وفي صنعاءكانت اهم المقابلات مع الاهل مشا يخ وشخصيا ت واعيان من ابناء ا لزريقة علىمدى اكثر من 15- سنة اغلبها في منزلي الواقع في شارع جمال كانوا احيانا ياتونا مسلحين. ومن اهم المواضيع التي كانت تطرح للنقاش موضوع السيدةشهرة : اين مكانتها حاليا في الزريقة? وما هو المردود من احياء ذكراها? وهل نحن مقصرين في حقها? وما ذايلزمنا نحوها? وقدخرجنا يما يلي: اولا: بما ان الانسان عدو ما يجهل فاننا نتحمل مسئولية اهمال تاريخنا و عدم الا هتمام بقرائته ومحاولة تدوينه كما هو الحال جهلنا بتاريخ هذه السيدة وهي امنا ومفخرة عز نا واعتزازنا. ثانيا: انتقدنا الشعارالقبلي الموروث الذي لايزال يتغنى به بعض المتطرفين من ابناء القبيلة الدال على الاهتمام بالجانب القتالي اكثر من الثقافي. والعلوم الحديثة المفيدة للحيات الانسانية. الشعار بشعرالركلة: """"""""""""" - مالك تفسر تمسي تهم ام دين. ام دين لاهو الفين لاتهمه. ما دين الا دين امقطار امسود(13 ) ثالثا: انتقدنا انفسنا نظرا لما نتج عن هذا الشعار دون حسبان فقدضحينا مبكرا برجالنا في الحروب المتلاحقة في اليمن بداية ضد الآ تراك مرورا بمحا ربة الامامة ثم بدخولنا معارك عبثية مستمرة مع جيراننا بدافع من النظام الامامي الذي ظل يستغل حماس جهلنا لمصلحة نطامه الطا ئفي المبني على دما ء رعيته المغلوبين (فرق تسد) رابعا: ابدينا اسفنا علىتضحيتنا با بنائنا فمنهم استشهدوا في سبيل التحر ر من قهر الاستعباد والا ستبداد الامامي حتى انتصار ثورة 26- سبتمبرالمجيدة 62م و قيام الجمهورية. وصدقنا شعارات منها: وجمهوريتنا باتكون خبز للجميع. الى ان حدث انقلاب 5- نوفمبر 67م: فكان كل شيئ من نصيب ا لعسقبليين اما نصيبنا فكان ضمن تكريم الدين دافعوا عن صنعاء ايام السبعين اليوم كان الاخفاء القسري منهم مجموعة من ابنا ئنا منهم من كبلوا با لقيود في غياهب السجون.ومنهم من شردوا ومن طردوا الى القسم الفائض في الجيش كما كانوا يسمونه بعد السبعين اليوم في صنعاء اما جزاء القبيلة فقد كان الاهما ل المتعمد للا نسان. والسخرية منه وتسخير مساحة ارضه من خلال التفتيت الذي جزئها الى عدد من العزل لتصبح تتبع مديريات اخرى دون مراعات لما تستحقه كمديرية لعوامل عدة منها عدد سكانها ومكا نتها الجيوسياسية.(14) خامساا : انتقدنا رفضنا للمنح المقدمة في الاربعينات ضمن البعثة الى بيروت والعراق ومصر (15) سادسا: انتقدنا موقفنا الغير ايجابي من مشروع الطريق الذي تبناه اخوتنا ابناء المقاطرة منذ بداية الاربعينات وكان مخطط عبر منطقة الزريقة بداية من جمرك الحجاج سوق الثلاثة وادي الصحة القريشة الى مقاطرة الشرقي والغربي. سابعا: انتقدنا موقفنا الغير عادل من المرآة خاصة حقها في التعليم. ثامناواخيرا: وبعداقتناع تام كان الموقف الايجابي الذي اجمعنا عليه وهو : ضرورةالاهتمام بالكتابة عن مكانة هذه السيدة الام شهرة نظرا لما نقتضيه المصلحة التي لا تنحصر في مصلحة المرآة في القببلة او المرآةاليمنية فحسب وانما ابعد من ذلك الا وهي انصاف المرآة المحرومة من ابسط حقوقهاالمغلوبة على امرهااينما كانت وحيث ما حلت في هذا الكوكب ان هذا الموقف التقدمي المشرف المجمع عليه من قبل ابناء قببلة الزريقه جاء ليعزز موقف اجدادهم قبلهم الذين باركوا للسيدة شهرة تسلمها مشيخة منطقة عبل الزريقة خلفا لزوجها المتوفي الشيخ المرحوم حزام المونسي الزريقي وياتي هذا الا جماع با عتبار ان داعي الزريقة. ويو مهم واحد لاينفصل في كل الآ حوال. ومن ناحية اخرىلا تذكر الزريقة الا ويتبادرالى الآذهان ذكر السيدة شهرة معهم. وقد قيل شعرا بهذا الصدد : لولا هم ما سادت شهرة ولااشتهر ت. ولولا شهرة ماكانوا ليشتهروا. ممايعني هنا لوالا هذا الموقف الوطني الانساني الذي غلب المدنية على التعصب القبلي ماكان لآ بناء الزريقة ان يدخلون التا ر يخ من اوسع ابوابه باعتبارهم اول من اعطى المرآة اليمنية في هذه الفترة التاريخية حقا من حقوقها المشروعة في الحياة قبل ان تحصل عليه المرآة في الكثير من بلدان العالم ومنها الآوربية. ودون ان ننسى مقابلات في عدن منها في كلية الآداب جامعة عدن كنا مجموعة زملاء من الهيئة التعليمية نجلس في قاعة المد رسين ونشكل احيانا حلقات يديرها الإستاذ محمدسعيد شكري الصبيجي المتخصص في التاريخ والذي كان من اكبر المهتمين من بيننا بمتابعة مايستجد عن السيدة شهرة و عندماكنا نتطرق للموروث الشعبي ونقارن بين الصبيحة والزريقة تكون اهم الخواطر عن السيدة نفسها. وفي ذات يوم طلب مني رئس جامعة عدن الدكتور سالم بكير ان اشترك في الحديث عن هذه السيدة في محاضرة تاريخة كان سيلقيها ويديرها هو نفسه بمشاركة الاستاذ محمد سعيدشكري وللآسف. فقد الغيت لا نها صادفت بدابة احداث 1986م المشئومة (16) وفي مديريةالشيخ عثمان كنت التقي بالكثير من اخواننا ابناء المضاربة وحددنا موعدا للنزول اليه كونه مسقط راس السيدة شهرة لكن الظروف لم تكن مواتية من ناخيةا منيةو بطبيعة الحال لان موضوعا كهذا يتطلب ا مكانيات. لاتتوفر.( 17) النتيجة: ــــــــ ان اجمالي ماجنيناه هذه المتابعة الطويلة و الشاقة عن اهمية الموضوع. يتلخص في اعترافات وشهادات عن اهميته القصوى من ا برز واهم شخصيات. مشهورةفي الجمتمع اليمني مفكرين واكاديميين وكاديميين وعلما ء اجتماع ومؤرخين وسيا سيين ومشايخ دين ومشايخ قبليين وغيرهم. نكون قد وصلنا الى صلب الموضوع في المبحث التالي: 3--السيرة والشخصية.○ ــــــ ـــ ــــــ ا-- المولد والنشآة لايوجد تاريخ محدد لمولدها لكن الذي يبدو انها عاشت الى بعد 1930م. وتجاوزت الستين(18 ) على ان لاهم من هدا الجا نب لعدم توفره تكون السيرة والشخصية كافية وقد اشرنا الىهذا المزدوج فيما مر معنا اشارة عابرة. وممالاجدل حوله فان السيدة شهرة صبيحية الاصل نشآت وترعرعت في مديرية المضاربة (الشط) محافظة لحح. من اسرة هاشميةصوفية فلاحية وثرتبط ارتباطا مباشرابعلا قات متينة بقبيلة الزريقة التابعة حاليالمحافضة لحج. [هده العلاقة تتر شق فيما بينها باسهم تشير الى منبع قرابة متقاربة ومتشابكة بين الزريقة والمضاربة بحيث يصعب التفريق بين ما هو خاص وما هو عام. ولما كان بحسب القاعدة العلميه امكان تحول الخا ص الى عام والعكس فا ن هذا مايبدوا من امرالعلا قة بين الطرفين فبغض النظر الى الجنسبة والعقيدة والآخوة الجامعة فان بعض الخصوصيات بالنسبةللسيدة شهرة تبدو ظاهرة في الا الاثلاب والآنساب والا نتساب(19 ) ومن حيث العموم ذلك التداخل السكاني الآهلي بين القبيلتين فهناك جزءا كبير من قبيلة الزريقة وهم البعبعة من مسقط راس السيدة شهره من المضاربة الصبيحة وبالعكس لايخلو الطرف الاخر من عناصر مجموعة هذه العلاقة الطبيعية التي تبلورت وتشكلت عبر التا ريخ نتيجة ا لتجاور والتداخل الحدودي وملكية الاراضي بحيث تكاد تكون الهوية واحدة من حيث العادات والتقاليد الاجتما عيةواللغة والثقافة عموما .الخ..... وقدعمدت علاقات مجمو عة هذ ه الخصائص [بابرز خاصة عمومية تمثلت في ارتباط زواجة السيدة شهرة بالشيخ حزام ا لمونسي الزريقي. بحيث يصح القول على قوة هذه الرابطة الموثقة : ( بمليون قيد واكي. مرتبطا بمليون حلقة من سلاسل ابو بتين) و من المؤكد ان هذه السيدة سوف تصبح تلك الشيخة المخضرمة بين عهدين ما قبل تسلما المشيخة ومابعدها ومن ناحبةاخرى بين موقعها الحالي كرمز نظام لموطنها الجديد في الزريقة وبين كونها الصبيحية. فهل ستظل صبيحية ?ام ان حكايتها ان صح التعبير اشبه بموقع الملكة فيكتوريا الآلمانية الاصل بعد ان اصبحت ملكة بريطا نية.(20) الى ان ناتي علي ذلك في نظام عهدها الجديد فان من الصدف التاريخية ان هذه السيدة شهرة عاصرت حكم هذه الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا. المتوفية 1901 م في نفس الفترة التي كانت عدن والمحميات الجنوبية تابعة للتاج البريطاني وكان شمال اليمن تحت حكم الآتراك. --------------- ب -- وضع المرآة ○ من استعلاء الرجال: اتضح مما تقدم ان بروز السيدة شهرة كان في فترة مضطربة كان استعلاء الرجال على النساء هوالسائد على مستوي العالم تقريبا الا القليل..... ولم يكن وضع المرآ ه اليمنية بافضل حال. فقد كانت تخضع لشبه عبودية ليست بشرقية ولا غربية حيث لم تمراليمن بتشكيلة اجتماعية محددة بكل خصائصها بل كان هناك شبه بقايا من. اخرانظمة التشكيلة البدائية بالذات اما العبودية والا قطاعية تختلفان من حيث الشبه فلا وجود لدستور يحميها من حكام المشايخ. شبه الا قطاعيين ومنظريهم من فقهاء رجال الدين الذين يعتبرون المرآة ناقصة عقلا ودينا وهذا يعني انها ظلت مظلومة محرومة من ابسط حقوقها ولم تنصف الا في عهد حكم الحزب الاشتراكي اليمني في جنوب الوطن( 21) ورغم ما حل به بعد سقوط المعسكر الاشتراكي فقد ترك اثرا بالغا الآ همية يتمثل اليوم في بروز ناشطات من حراير اليمن يطالبنا بحقوقهن المشروعة رغم نكد النكدين (22 ) الذين يريدون للمرآة اليمنية في القرن 22- ان تعيش حياة القرون الوسطى وهذا هو اقرب الى واقعها في تلك الفترة الزمنية اذا مااخذنا بعملية المقارنة و التآثير والتا ثر سنجد ان الحال لم يكن يختلف كثيرا عن بعض البلدان الاوربية حيث كانت المرآة اشبه بالرقيق من الناحية الدستورية و القانونية وفي الديانات السما وية. لم يكن للمرآة الاوربية اي حق حتى في التعامل الحرفي الحقوقي مثلها مثل حالة المر آة اليمنية ولا يزال رغم ان الا سلام انصفها في بعض الجوانب منها حق العمل وان كان مشروطا في جوانب محددة(23) غير ان المرآة اليمنية اثبتت جدارتها فهي تعمل اكثر من الرجال في مجالات مختلفة منها العمل الشاق. هي تحرث الارض تزرع وتقلع وهي راعيةالبقروالاغنام وهي تجلب الماء والحطب من اماكن بعيدة وتتسلق الجبال الوعرة لجلب الحشيش للمواشي ولولم تكن هناك محظورات عن ذكر اسماء النساءعند بعض المتقوقعين بالذات في منطقتنا لا شرت الى اسماء ممن يقال عنهن: مرةفلان قالوا مرة ورجال. ومن هنا ساكتفي بالا شارة بالرموز الى البعض من امثالهن من حيث القدرات ومن قريتي بالذا ت رغم ما يحل بهن من ظلم ومآسي نتيجة العوز. تقع. قريتي في جبل قور منيف تجاورها قرى من حوالي هذا الجبل. وبالتعداد: 1- شقيقتان ارادت الصغيرة ان تنقذ لاخرى فودعت الحياه معها متشبثة بها( 24) 2-شقيقتان ارادت احداهن ان تساعد اختها المر يضة فانتزعت منها المنجل لتحصد من الجبل ما امكن من الحشيش فراحت بها. (25) 3- ام شاهدهاطفلها بعد وضعية سقوطها من ضاحة جبل منيف نفسه. اذكراثه اصيب باغماء لمدة يومين ثم ظل طول حياته يعاني من حالة نفسية كلها كوابيس حتى وفاته.(26) 4-ولي جدة ظلت تحرث ارضها بضمدها حتى قبل شهر من وفا تها.(27) 5-ولي قريبة تعمل كا ي رجل في الحقل وفي تكسير احجار وتبني دارهابنفسها(28) 6-هناك طفلة فضلت شرب السم حتى الموت بعد ان عجز ت عن تلبية كثر طلبات خدمات اهلهابالعنف (29) 8- امرآة من هيجةالزريقي الواصلة بوادي الصحي ضربت مثلا لشجاعة المرآة في المنطقةفقد تمكنت من قتل نمر با ستعمال احجار دفاعا عن نفسها ومواشيها (30) وهناك الكثير الكثير من النساء من امثال السيدة شهرة. اي من النوع اللئي اثبتن قدرات لاتقل عن الرجل(31) بعد كل هذه البراهين ياتونا من ينظر ون للفوارق بين الجنسين بغير علم سوى ماتقتضيه مصا لحهم ومصالح اسيادهم. صحيح ان هنا ك فوارق جسدية لكنها ليست من اختصاص رجال الدين. بل من اختصا ص المتخصصين في علم الطب. ورغم ذالك يظل الخلاف حول الفوارق الخلقية النفسية والفكربة وقد حاول بعض الفلاسفة علىنفي هذه الفوارق في العمل وطالبوا بالمساواة بين الجنسين وايان كان الخلاف في الموقف باعتبا ر( ان الفوارق الخلقية ليس من اختصاص المشرع ووضيفة القانون فاذا كان العمل الممنوع مماتعجز عنه المرآة بطبيعة تكوينها فلا معنى لتحريمه عليها بنص القانون.)(32) وباالاجمال فانالضررالذي لحق بالمراةفيمايتعلق باالفوارق هو المفروض عليها بنصوص القانون والدستور في اوربا (33) وسنرى فيماسباتي معنا كيف ضربت السيدة شهرةمثلا عن الفوارق اثنا ء حكمهامن خلال تعامله مع المرآةاليمنية بكل لطف واحترام رغم انها كانت تمتلك الخدم والحشم جوار ي وعبيد من موروث دارالمشيخة ونظامه القديم. 4-قطوف من زواج السيدة شهره○ ــــــــــــــــــــــــــــ لاجدل ان احتفالات الزواج في المجتمع اليمني يختلف الى حد ما من منطقة الى اخرى لكنه لايختلف كثيرا بين قبيلتي الزريقة والصببحة والحديث هنا عن فترة عصر السيدة شهرة وما بعده وان طراء علىبعض الثوابت. مع الزمن نوع من الزيادة او النقصان(34) ولما كان. الزواج هوذلك الربا ط المقدس بين رجل وامرآة وكان من ثوابته الطبيعية انتقال الزوجة من بيتها الى بيت زوجها سواء من مسقط راسها الى مسقط راس زوجها اومحل سكنه بحيث يصبح وطنها هو وطنه (35) وهذا ما جبلت عليه المجتمعات البشرية عبرتاريخها المنظم للعلاقات الاسرية والزواج واليمن ضمناوعليه فقس ماجرى للسيدة شهرة من زواحها با لشيخ حزام المونسي الزريقي الساكن في عاصمة مشيخته وادي عبل. هذا الوادي الذي وصفت فيه السيدة بانها كانت قبس من الجنة حلت فيه فسعد ت به واسعدته. و قيل انها كانت تلك المرأة المتزنة بزينة العقل بديعة الجمال مرحة فرحة كادت من فرط سعادتها تطير بها اجنحة السعادة محلقة. (فوق النخيل فوق ) نخيل ذلك الوادي المظلل با قتاب البلح. وتصدح فيه بلابل نخيله بموسيقى عطية شرار(36) هذه الآوصاف تدل على حسن اختيار العريس الشيخ حزام وعلىحسن العروسة المحرو سة. وعادة مايعبر عن قيمة الطرفين اثناء زفافهما باغنيات من التراث الشعببي فمثلا للعريس : تخير وانتقى من فضة هاجر. كحيل الطرف. واساجي النواظر. -وللعروسة: جعيشته الا خرفجي. مرشوش الا بالعطرية. -والاشادة بآم العروسة : يرحم ابي ما بننا وعالا. ما بركسا عشب الخزام بوالة. (37) -وقد يذكر اسم القبيلة مثلا: --زريقيه غيلية. حواجبه ملتقية. والدرع يسوى مية. وقا مته هركلية.(38) وفي اليوم الثاني من الزفاف يستمع للتقويم من الشقات العاملين في المزارع بالآهاجيل وهنا تقصد السيدة شهره بالدات:( 39) تسوى عدن والشيخ عثمان مركابة وامز ملية. تسوى مئة بندق ملثم ينبلوه ام بينية. (40) كان هذا انموذج من انواع عادات الزفاف في بعض قرى الحجريةومن وادي عبل نفسه الذي توجد فيه رقصة الركلة والبرع. وامبريشه ولكي نتمكن من نقل المزيد للقارئ وللآجيال القادمة عن شئ من عادات تنظيم الولايم ونوع رقص الركله بالا ستناد على المعلومات اللتي حصلنا عليها من خلال المقابلات نحاول ايجازها هنا في عدد من المشاهد الآتية : بعد ان تكون عملية الخطوبة والعقد في مقيل مسبق في بيت و الد العروسة ويكون التحضير للوليمة جا هزا لدى الطرفين اهل العريس واهل العروسة وتحد يد بدايتها باليوم. يتم مايلي: --المشهد الاول من بيت العروسة : وضع الطرحة تغطية العروسة بالطريقة المعتادة واشعارها علنا باسم شريك حياتها. ثم تطلق اعيرة نارية اعلانا بالوليمة. وسرعان ماترتفع الزغاريد وعادة في مثل هذه الحالة تكون دموع العروسة اقرب الآشياء اليها يشا ركها اهل بيتها وبعض من حضر من النسوة. وتكون في المقدمة ام العروسة. ومباشرة تدق الطبول والمزا مير انذار برقص الركلة وغالبا ماثكون في تلك الفترة مشتركة. --المغنية : واربي تحجب تحجب علي شهره شهره امثريه تضوي امغدره. --المغنية: الوالدة الي تحن وتتزجم. والوالد اللي لا رتا ح يتولم ويستمر الا حتفال وبعد. تجهيز العشاء وتقديمها باللحم وخبز الدخن مفتوت بالزيت و الصليط الجلجل والمرق والسمن البلدي. - وياتي دور صوت مغني امركلة : وابان وابان.....وابانه وبارق ابرق على عبل واهله. وابرق على امشط وامبحر وامبندر. ابن امصبيحي ينسم على امواجه وابن امزريقي على نسيم ام بر. و يحين بعد دلك تجهيز موكب العرو سة في هودج تحمل على افضل نا قة في القرية يرافقها قوم من رجال ونساء مع مراعاةالوقت على ان يكون الوصول بعد منتصف الليل الى قرب قرية العروس من اجل ماكان يسمى بسترةالليل -المشهد الثاني:○ في قرية العريس في نفس يوم لاثنين منذ الصباح تشاهد ذباحة ثور يتلوه ثور واعداد الطباخة و ا رتفاع اصوات المرا فع والمزامير وصفوف الرجال المستقبلين للمتولمين واطلاق الرصاص الغير منقطع وهنا تسمع اصوات زوامل النهار بلحن يختلف كثيراعن زوامل اليل. --القوم الواصلون : --ياالله طلبناالله ويا فك العنان. كريم يارحمن عجل بالفرج --المستقبلون: --ياسيدي في كل يوم بادي. ياسيل وادي من ظماء نسقيه. قبائل اللي شلتةفي الودي ياسيل وادي من ظماء نسقيه. وبعد تقديم الغداء اللحم في المها جين (41)و الفتوت من طحين الدخن بالمرق وزيت الجلجل -ويستمر المقيل با نواع القات والمدايع المختلفة ورائحة الند و الدخان. وبعد تقديم العشاءتستمر الموالدالصوفية بالدفوف والطبيلات وقد تحدث عند بعض الرجال حالة حضور التشنج العصبي فهذا يطعن نفسه. وهذا. ياكل الجمر من بواري المدايع.(42) ويستمر الرقص في معارش للر جال ومعارش للنساء وقد يحدث اختلاط اثناء الركلة فقط. من هذا المشهد يمكن للمتابع ان يستشف اهم القطوفات التي حدثت في الوليمة من خلال الآغاني الراقصة التي وردت منذ بدايتها نورد منها: --المغني والمغنية : وابان وابان وا بان وابانه زواج شهره في اليلةا مثنين وجهزواله ضمدين في ضمدين. واندوا كساها كله حرير كتان الوان في الوان هندي وباكستان. ومشيخ بكر متعلط ام نبوت ام فومه ديسمال. وامدرعه تلي. (43) يوم ااثلاثاء اقوام تتقدم. واقوام تلتم من اليمن والشام. ويوم رابع ومشيخ يتكرم حتى امركاله ظلواثمان ايام ويستمر استقبال قبائل من زريقة اليمن والشام وبعض من القبل المجاورة. يتفاخرون فيما ببنهم بعبارات شعرية من زوامل اليل. --زامل القا دمين: --ر جال ذي سرت داعسين الحدود. -- رد المستقبلون: --رجال ذي اقبلت بالمشاقر طري. -- اهل الودي: وانا اركب على الخيل الي هي عاري. -اهل الجبل: --وانا مسكني راس منيف معتلي. -- المشهد الثالث :○ --القوم القادمون: بالعروسة يقترب من الوادي وتسمع اصوات الرصاص جوا كماترتفع اصوات المرافع وتشاهد اضواء الفوانيس والمشاعل ويتقدم قوم من اهل العريس مرحبين. باستقبالهم ثم ترتفع اصوات الزوامل الليلية المتبادلة بين الطرفين: --زامل قوم العروسة: --طلبنا الا الله هو وما لنا سواه. وما لنا سواه هو عظيم الصفه. --رد زامل قوم العريس : --واصلوا على الهاشمي المهدلي. محمد يا سعد منه نبي. ويتجهون جميعا لتوصيل العروسة الى دارالعريس تصحبهم الزوامل والمرافع حتى باب داره. وهنا ياتي دور الزفةبالدفوف للنساءفقط . ومن المعتاد ان تكون خطوة العروسة بطيئة جدا وترددالمغنيات عدد من الآغاني منها: اقبض اقبض واسيد الرجال. اقبص اقبض تلفت تعود وفي هذا الموقف الذي لايمتحي ذكراه ولاتعكرصفوه اي احداث تاريخيةعند كل من نعم بالزواج. ---------------------- -الحلقة ا لا خيرة شهــــــــــــــــــــرة ونظام العهد الجديد. .
0 التعليقات:
إرسال تعليق