شارك

التسميات

تعديل

تابعونا


تابعونا


الثلاثاء، 6 ديسمبر 2022

كيف تتغير الشعوب؟ الكاتب/ بجاش الزريقي

 كيف تتغير الشعوب نحو الافضل؟؟؟ 

وهل هناك تغيير حقيقي وتغيير سطحي او مزيف؟؟ 

متى يحدث التغيير الحقيقي  ومتى لايحدث؟؟ في اعتقادي ان التغيير الايجابي الحقيقي يحدث حينما تتمتع النخب السياسية بنضوج سياسي كافي ويتمتع الشعب كاملا او بنسبة اغلبية مطلقة بوعي سياسي ناضج.. وهذا مالم تصل اليه مجتمعاتنا العربية.. والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يحدث النضوج السياسي للنخب  والوعي السياسي الناضج لدى الشعب.. في اعتقادي اولا ان الشعب بكافة تكويناته بحاجة لعملية تربوية جديدة وواسعة وعميقة بناء على فلسفة تربوية جديدة ايضا...ومنها التربية في جوانبها السياسية. اي  التربية السياسية والتي تؤدي الى  احداث تغيير في البنية الفكرية السياسية العربية والتركيبة الثقافية الذهنية في بعدها السياسي لدى الجميع وهنا يأتي دور مؤسسات التربية  والمتمثلة في الاسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والاحزاب السياسية والاقران او الاصدقاء ومؤسسة الجيش ومنظمات المجتمع المدني المختلفة..ثم يأتي دور الاحزاب بشكل اعمق في تربية افرادها وقياداتها خاصة والمساهمة في رفع الوعي السياسي المجتمعي للجميع.. والوصول بافرادها بوجه اخص لمرحلة النضج السياسي العميق بدلا من السطحية المشاهدة..علينا ان نقر اولا اننا كاحزاب سياسية ونخب ومؤسسات تربوية اخفقنا جميعا...الاعتراف بالاخفاق بداية للعلاج.كالمريض الذي يقر بمرضه ثم يذهب لتلقي العلاج.

. ماكان لمجتمعاتنا العربية ان تنزلق  لهذا المنزلق الخطر لو كانت مجتمعاتنا العربية تتصف بنضج ووعي سياسي كافي.. من الواضح ان نسبة النضج مازالت تشكل نسبة بسيطة.. ونسبة الوعي كذلك مازالت دون المستوى المطلوب لاحداث التغيير المنشود... نحن وضعنا العربة قبل الحصان كمايقال... 

على العموم مازالت الاحداث تكشف لنا يوم بعديوم اخطائنا الفكرية والمنعكسة حتما على سلوكياتنا.. مازالت الاحداث تكشف لنا الثغرات والفجوات السياسية في مجتمعاتنا وهذا مايدعوا الجميع للقيام بعملية مراجعة واسعة  تربويا وتعليميا وحزبيا ومجتمعيا.. لتصحيح تلك الاختلالات والاعتلالات الفكرية والثقافية العميقة. 

علينا كشعوب ونخب واكاديميين  وقيادات وباحثين ان نبحث ونفتش في ارجاء مكوننا الفكري والثقافي والديني  والقيام بعملية تصحيح شجاعة وجريئة ونزع الالغام الخطرة والتي تشكل تهديد مستمر ومتكرر للمجتمع.... فان فعلنا ذلك فحتما سنصل للتغيير الحقيقي الايجابي المنشود ومادون ذلك لن نصل الا الى المزيد من الدمار والاهلاك لبعضنا لبعض... مطلوب من الجميع التحاور والنقاش المستفيض والمستمر في كل جوانب حياتنا والتي تتسبب لنا بهذه التعاسة...مطلوب من الجميع  التفكير بعمق والاطلاع على تجارب الشعوب التي مرت بتجارب  مشابهة لظروفنا ونستفيد من تجاربهم وكيف تمكنوا من الخروج من المأزق الشبيه... شعوب كثيرة مرت بتجارب قاسية تشبه حالنا... خذ مثلا التجربة اليابانية... فما واجهته اليابان اثناء الحرب العالمية وماوصلت اليه من نكبة  كان اشد ايلاما منا.. ولكنها استطاعت الخروج من تلك الوهدة لتصل اليوم الى ان تكون من اوائل الدول تحضرا وتطورا... لماذا لا ندرس التجربة اليابانية بعمق؟!! 

كم نتمنى ان يكون الايفاد للخارج للمبعثين دراسيا  اليوم لدراسة هذه الابعاد (السياسي  والاجتماعي والاقتصادي والفكري والعلمي والتربوي ووولخ).. والاستفادة من التجربة اليابانية بمايتوافق مع اصولنا الثقافية... بدلا من الايفاد لتلك التخصصات التي تعج بها مجتمعاتنا او لاتشكل اولوية لنا في هذا الظرف وخاصة الايفاد لدى دول عربية تعيش الاستبداد ذاته..!!!!  اعمى يقود عميان كمايقال.. 


على الاقل نحتاج لتخصيص بعض الموفدين لدراسة تجارب الدول الناجحة للاستفادة من تجاربهم في مختلف مناحي الحياة...خذمثلا التجربة السنغافورية الناجحة ايضا...فسنغافورة الاولى عالميا في التعليم  مثلا او تكاد... ماذا يعني ايفاد بعثات طلابية لدراسة اللغة العربية او العلوم الاسلامية في دولة الهند اوالسودان او مصر  اوغيرها ونحن في هذا الظرف..او حتى الطب او الهندسة... هل تشكل تلك التخصصات اولوية بالنسبة لنا اليوم؟!!  

وجامعاتنا تعج بتلك التخصصات وبالمناسبة لايقل خريج جامعاتنا عن اي خريج من الجامعات العربية والمناهج شبه موحدة في عالمنا العربي... 

مشكلتنا ان العقل اليمني مازال مغيبا عن ادراك واقعه واحتياجاته..معظم العقل اليمني  مازال مغيب سواء العقل  الاكاديمي اوالسياسي اوالتربوي او النخبوي ..الكل  مغيب عما يحدث ولم يستطع ان يفرق بعد عن احتياجات المجتمع بناء على ماكشفته الاحداث ولا تزال الرؤية ضبابية  لدى العقل اليمني  ان لم يكن مغيبة تماما.. الوجع بالثور والوسم للحمار كمايقال... كأننا لا نريد الاعتراف بواقعنا المر ومن ثم دراسته وفحصه.. كأننا نهرب للامام... كأننا لا نود الاعتراف بالفشل ومن ثم معالجته... 

المفترض ان تكون هناك لجان متخصصة شتى  تدرس وتبحث اسباب تعاستنا واسباب مشكلاتنا واسباب نكباتنا المتكررة...ثم تضع رؤية مستقبلية  واستراتيجية جديدة تعالج تلك المشكلات كي لاتتكرر مستقبلا...ثم تضع الخطط التفصيلية لتنفيذ الرؤية والاستراتيجية... وتعد العدة لها.... اتساءل هل لدينا رؤية للمستقبل ماهي واين هي... لاشيء من هذا... هل نفكر بوضع رؤية تعالج مشكلاتنا... لا اعلم... هل نفكر بخلق فلسفة جديدة تعالج المشكلات... مش فارغين لهذا... 

نحن شعب لايتعلم من اخطائه... نصنع الثورات والتضحيات تلو التضحيات وتلو الثورات ثم نعود للبقاء والسير من النقطة نفسها وكأن شيئا لم يكن...!!!! 

تتقاتل الاجساد ثم تصطلح  بينما العقول مغيبة ولا تتساءل لماذا تقاتلنا؟!  وماهي الاسباب الفكرية والثقافية الموروثة التي تدفعنا للاقتتال؟! وكيف يمكن ان نمنع تكرار الاقتتال.. 

لدينا مايشبه البلادة الموروثة  والعقم في انتاج فكر فلسفي جديد يحل محل الفكر القديم الذي مازال يتسبب في اقتتالنا ودمارنا... 

ومن يستخدم منا  الفكر انما يستخدمه للايقاع بالخصم لا للتفكير بكيفية ان ننتج فلسفة تمكننا من ان  نتعايش معا ونبني وطن يتسع للجميع.. نحن حينما نفكر  انما نفكر للمكر بالخصوم  وهكذا نتبادل المكر لبعضنا البعض ونتداول المقالب تارة بتارة... علينا اليوم وبعدكل هذا الدمار ان نفكر بطريقة مختلفة تماما وان نصنع قطيعة مع افكارنا التدميرية... علينا اليوم ان نفكر بشكل جمعي وبطريقة جمعية للخروج من هذا المأزق التاريخي  ومن ثم وضع رؤية جديدة للمستقبل كذلك بشكل جمعي ومتوافق بين الجميع... 

علينا ان نتغير ربما اكثر من تسعين درجة فكرية وفلسفية ان اردنا ان نبني وطن محترم ويتسع للجميع...علينا ان نفكر بطريقة مختلفة حتى نستطيع تعديل الكفة المائلة تماما وينعدل الميل.. 

بجاش الزريقي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More